تطور علم الآثار المصرية: من السجلات القديمة إلى الاكتشافات الحديثة

تطور علم الآثار المصرية: من السجلات القديمة إلى الاكتشافات الحديثة
أصول علم الآثار المصرية القديمة
يعود تطور علم الآثار المصرية إلى العصور القديمة عندما وثّق المصريون تاريخهم على جدران المعابد ومخطوطات البردي. ومع ذلك، بدأت الدراسة المنهجية لماضي مصر مع المؤرخ اليوناني هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد، الذي سافر إلى مصر وسجل ملاحظات حول آثارها وعاداتها. وفي وقت لاحق، خلال العصر الروماني، واصل علماء مثل سترابو وبليني الأكبر توثيق عجائب مصر.

خلال العصور الوسطى، درس العلماء العرب، بما في ذلك المقريزي والإدريسي، أثار مصر، محاولين فك رموز الهيروغليفية وفهم تاريخ الحضارة. ومع ذلك، لم يتم وضع أساس علم الآثار الحديث حتى القرن الثامن عشر، مع حملة نابليون بونابرت على مصر (1798-1801). حيث جلب نابليون العلماء والباحثين الذين سجلوا بدقة الآثار المصرية، مما أدى إلى إصدار كتاب وصف مصر المكون من عدة مجلدات.
تطور علم الآثار المصرية
أصول علم المصريات الحديث
ظهر علم المصريات الحديث كتخصص علمي في القرن التاسع عشر، في أعقاب حملة نابليون. ولعب علماء مثل جان فرانسوا شامبليون وأوغست مارييت أدوارًا مهمة في تطوير هذا المجال. مكّن فك رموز الهيروغليفية التي قام بها شامبليون من ترجمة النصوص القديمة، بينما أسس مارييت مصلحة الآثار المصرية، التي قامت بحماية الآثار من النهب.
كان إنشاء المتحف المصري في القاهرة عام 1858 بمثابة معلم آخر، حيث عمل على مركزية جمع وحفظ القطع الأثرية القديمة. طوال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أجرت المؤسسات الغربية مثل المتحف البريطاني ومتحف اللوفر ومتحف متروبوليتان للفنون عمليات بحث عن الاثار المصرية على نطاق واسع، مما عزز فهمنا لتاريخ مصر القديمة.











صور المتحف المصري بالقاهرة عام 1902م.
شامبليون وفك رموز حجر رشيد
كان حجر رشيد، الذي اكتشفه جندي فرنسي في مدينة رشيد عام 1799، هو المفتاح لفك رموز الهيروغليفية. وكان الحجر يحتوي على نقوش بثلاثة خطوط وهم: اليونانية والديموطيقية والهيروغليفية. وأدرك العلماء أن النص اليوناني يمكن أن يوفر ترجمة للهيروغليفية.

كرس جان فرانسوا شامبليون، وهو لغوي فرنسي، سنوات لدراسة اللغة القبطية، وتعتبر القبطية هيى المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية القديمة. وفي عام 1822، نجح في فك رموز حجر رشيد من خلال تحديد الهيروغليفية الصوتية المستخدمة في الأسماء الملكية. وقد سمح هذا الاكتشاف بترجمة عدد لا يحصى من النقوش، الأمر الذي فتح عصرًا جديدًا في علم المصريات.
علاقة بريطانيا بحجر رشيد
بعد هزيمة قوات نابليون في مصر، استولى البريطانيون على العديد من القطع الأثرية، بما في ذلك حجر رشيد، بموجب معاهدة الإسكندرية (1801). والتي بموجبها نُقِل الحجر إلى المتحف البريطاني، حيث لا يزال موجودًا حتى اليوم. وبينما طالبت مصر مرارًا وتكرارًا بإعادته، تؤكد بريطانيا أن القطعة الأثرية جزء حيوي من التراث العالمي.

لعب حجر رشيد دورًا حاسمًا في دراسة علم المصريات، ولا يزال وجوده في المتحف البريطاني يثير الجدل حول عمليات الاستحواذ في العصر الاستعماري وإعادة التراث الثقافي.
أصول اللغة المصرية القديمة
تعد اللغة المصرية القديمة واحدة من أقدم اللغات المسجلة في العالم، حيث يعود تاريخ الأدلة إلى حوالي 3100 قبل الميلاد. وقد تطورت عبر مراحل مختلفة:
- اللغة المصرية القديمة (حوالي 2600-2000 قبل الميلاد): استخدمت في نصوص الأهرام، أقدم الكتابات الدينية المعروفة.
- اللغة المصرية الوسطى (حوالي 2000-1350 قبل الميلاد): تعتبر المرحلة “الكلاسيكية”، وتستخدم على نطاق واسع في الأدب والنقوش الرسمية.
- اللغة المصرية المتأخرة (حوالي 1350-700 قبل الميلاد): تستخدم بشكل أكثر شيوعًا في الاتصالات اليومية.
- الديموطيقية (حوالي 700 قبل الميلاد – القرن الخامس الميلادي): نص مبسط يستخدم لأغراض إدارية وأدبية.
- القبطية (القرن الثالث الميلادي – القرن السابع عشر الميلادي): المرحلة الأخيرة، وتضم عناصر يونانية ولا تزال تستخدم في الكنيسة القبطية اليوم.
تراجعت القدرة على قراءة وفهم الهيروغليفية بعد العصر الروماني، وظلت القبطية هي الرابط الأخير بالكلام المصري القديم. وبفضل عمل شامبليون، تم إحياء دراسة اللغة المصرية القديمة، مما سمح للعلماء بترجمة وتحليل النصوص القديمة.
المصادر:
صور المتحف المصري من هنا.
من اجمل المقالات التى أوضحت معالم اللغه المصريه القديمه وتم سردها وشرحها بشكل مبسط بنقاط مهمه
احسنتم النشر وعمل فوق الممتاز واحترافيه
شكرا يا فندم، ودائما كلامك لطيف. نتمنى لكِ السعادة.