جهود العرب في فك رموز اللغة المصرية القديمة | دكتور حسام حجازي

منذ مئات السنين هناك أدلة على جهود العرب في فك رموز اللغة المصرية القديمة. و لم يكن شامبليون أول من نجح في فك بعض الرموز كما هو مزعوم، و قد كان من حسن حظه أنه يعرف جيدًا اللغة العربية. وهو ما سمح له بالاطّلاع على المصادر العربية، التي تناولت دراسة العرب لكشف مغاليق اللغة المصرية القديمة.
المقدمة
هذا و قد تمكن قبله بن وحشية من وضع الدلالات الصوتية لبعض العلامات. حتى إنه وفق تمامًا عندما اطلق مسمى (مخصصات) على العلامات التي تكون في آخر الكلمة. وإذا ما نظرنا نظرة موضوعية نجد إن دور العرب هنا لابد وان يذكر فهذا المجهود الذي كان في العصور الوسطى.
هو الذي سد الفجوة ما بين كتابات المؤرخين اليونان والرومان، هذا مثل هيرودوت وسترابون ومؤرخي عصر النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر والسابع عشر. هذه الفجوة التي تبلغ حوالى الألف عام تمثل نقصًا في المعلومات العلمية عن مصر. والتي كانت مصدر إشعاع فكرى وعلمي وأدبي لأوروبا في العصور الوسطى.
اهتمام المسلمين بالمعابد المصرية
لقد اهتم المسلمين بالدراسات الأثرية، والدليل على ذلك إن المعابد المصرية القديمة وقد كان معظمها قائمًا. أن العرب قد اهتموا بزيارتها ومنها مقصورة كانت في أبو صير، وقد خصصت لعبادة إيمحتب قديمًا. وقد سميت سجن يوسف ولا عجب في ذلك فقد اشتهر الاثنان بتفسير الأحلام.
فقد كان يأتي لها المريض وينام ثم يستيقظ ويروى ما رآه في الحلم، فيرويه لأحد كهنة المعبد ليفسره له، وقد ظلت هذه المقصورة على أهميتها في العصر الإسلامي.
في هذه المقالة سنلقى الضوء على جهود علماء مسلمين عرب. حاولوا في إطار ظروف زمنهم ومنذ قرون طويلة مضت. أن يبرزوا ليس فقط لمجرد الاهتمام بالكتابة المصرية القديمة، من خلال لفت الأنظار إليها والى الأثآر التي سجلت عليها.
إنما حاولوا كذلك استنطاقها ليتعرفوا على شيء من حضارة الأجداد في مصر القديمة. فبذلوا الجهد كل الجهد مدونين للنقوش، ومحاولين معرفة دلالاتها الصوتية، بل ومعانيها ودورها الوظيفي. وفتحوا بذلك الباب للمستشرقين من بعدهم لينهلوا من عملهم، ليبدأوا من حيث انتهى العلماء العرب. إلى أن تكلل جهد شامبليون بالنجاح، مستكملًا مسيرة العرب في هذا الميدان.
سمى العرب اللغة المصرية القديمة لغة العصافير، لأنهم وجدوها تحتوى على كثير من صورها. وقد بدء بحثهم في صدر الإسلام، فرأوا أن الخط الهيروغليفي عبارة عن طلاسم و رموز حلها عسير المرام.
وقد توهم المولعون بعلم الكيمياء إنها رموز لها عِلاقة بالذهب والفضة و تراكيب العقاقير. ومنهم من فهم إنها رموز كهنوتية، و قد قال الكندي إن هرمس هو الذي اخترع اللغة المصرية القديمة في عهد أبينا إبراهيم عليه السلام.
جهود العرب في فك رموز اللغة المصرية القديمة
ابن وحشية
هو أبو بكر أحمد بن على قيس المختار، المعروف باسم ابن وحشية النبطي والكلداني. نعرف عنه القليل على الرغم انه أشير إليه من العديد من الآخرين. و يرجع العلماء ولادته إلى منتصف القرن الثالث الهجري في حين يرجعه البعض إلى القرن الرابع الهجري. وقد وافته المنية سنة 322 هجريًا وهناك من يقول عام سنة 296 هجريًا.
كتب التاريخ تقول إن ابن وحشية من مواليد الكوفة وقد كان شديد الذكاء. فأتجه إلى العلوم ومنها إلى اللغات القديمة وله العديد من الكتب، و قد وصفه ابن النديم بـ الساحر لعلمه بالطلاسم. ويقول الباحث السوري يحيى مير علم، إن ابن وحشية هو أول من فك رموز اللغة المصرية القديمة. كما ميز أنواعها وإن مخطوطة شوق المستهام تم نسخها عام 341 هجريًا، وقد تمت طباعتها في لندن عام 1806م.
هذا ما دفع مير علم للتأكيد على إن العالم شامبليون لابد وان اطلع على هذه المخطوطة قبل قيامه فك رموز حجر رشيد. والذى توجد عليه نصوص هيروغليفية و ما يقابلها في المضمون من نصوص باللغة اليونية القديمة.
هذا فضلًا عن ان شامبليون لم يترجم هذه النصوص سوى في عام 1822م، وإن ابن وحشية وضع مخطوطته الأقلام القديمة وحروفها و ما يقابلها من حروف باللغة العربية. هذا إلى جانب الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية بجانب الآشورية والكلدانية والنبطية.
كما لم يكتفى ابن وحشية بالتوصل إلى تَرْجَمَة الحروف الهيروغليفية ولكنه استطاع أيضًا أن يحدد القيمة الصوتية لهذه الحروف. وقد توصل إلى الانتقال إلى الأشكال التي توضع في نهاية الكلمات واطلق عليها المخصصات. وهذا يعدّ إنجاز علمي غير مسبوق وهو أول عالم في التاريخ يصل إلى هذه الاكتشافات.
صور من كتب ابن وحشية





كتاب شوق المستهام
يحتوى كتاب (شوق المستهام على في معرفة رموز الأقلام) على 93 فصل حسب تحديد دكتور عكاشة الدالي. أما ما تم نشره فهو 80 فصل، تقع فى 8 أبواب، و لعل الفصل الثامن والأخير هو الأهم في هذه المخطوطة.
قد تنبه جوزيف هامر ناشر النص العربي والترجمة الإنجليزية إليه، فقال إن تفسير الهيروغليفية المعروضة في هذا الكتاب تستحق العناية. فالرواية عن طبقات الكهنة المصريين الأربع وعن طريق تكريسهم و قرابينهم، ليست أقل باعثًا من الاهتمام، ويجب أن ينظر باعتباره واحدًا من أطرف المخطوطات التي عثر عليها ضمن ذخائر الشرف و أكثرها إثارة.
يوجد للمخطوطة نسختان أحداهما في مكتبة الفاتيكان وترجمها جوزيف هامر عام 1806م بالعربية والإنجليزية. بعد أن اكتشفها، وربما كانت بمنزلة مفتاح لشامبليون في الوصول إلى فك طلاسم رموز اللغة المصرية القديمة. خاصة انه كان يجيد أكثر من لغة و منها العربية، و قد قام دي ساسي بنشر دراسة عنها في باريس عام 1810.
أما كتاب شوق المستهام (رقم 131/6805) فهو موجود في المكتبة الوطنية في باريس. بهذا الكتاب قد تميز بوجود العلامات الهيروغليفية مع بعض الأحرف، التي تم تحديدها بدقة في المخطوطة و بلغت 926.
كما توصل إبن وحشية إلى معرفة الألف باء الهيروغليفية بشكل صحيح وفقًا لأبجدية الهرامسة، و كان مجموعها 38 علامة نسخت بدقة و12 منهم بالتأكيد استخدموا في الهجائية المصرية. وربما أكثر لو افترضنا استخدام الهيروغليفية في العصر اليوناني والروماني، واعطي كتابه أسماء لهذه الحروف وهذه الحاجة هي لفراغ الدراسة المفضلة التي ربما ساعد علماء المصريات على البناء اللغوي الصحيح للأبجديات القديمة. حتى إنه مع مقارنة جاردنر مع ابن وحشية نلاحظ اتفاق بين كلًا من العلامات الهيروغليفية أو بعضها في أسلوبها، فعلى سبيل مثال :
في صفحة 36 علامة عرفت بالعدل و التعريف الدقيق لها في قاموس جاردنر جاء مرتبط بالمعابد والمقاصير. وقد جاء في منتصف الصفحة علامة تعنى الإصلاح وهي في جادرنر رقم (دى 36)، في الصفحة 500. هذه العلامة تظهر رجلًا جالس في السطر الثاني على اليمين وهناك شارة في يده رمز للسلطة وقد وردت في جاردنر العلامة رقم (A42).

أبو جعفر محمد بن عبد العزيز الإدريسي
المتوفى عام 1251 ميلادية في عصر المأمون، وقد ولد في صعيد مصر من أسرة مغربية عاشت في وقت لاحق في العراق قبل أن تستقر في مصر. من أكثر أعماله فائدة هو مجلد مكون من ستة فصول عن أهرامات الجيزة. والذي قد استغرق منه خمس سنوات لاستكماله، وقد تميز عن غيره بمنهجه المنظم الموجز.
لقد نهج الإدريسي نهج علمي صارم، به ألقى الأوصاف التفصيلية المعمارية ليس فقط من موقع الجيزة، و إنما أيضًا وصف مكان بالقرب من مدينة فاطمية، وقد أشار أبو الهول فقط في اجتياز.
يعد أبو جعفر الإدريسي فقيه ومحدث ورث العلم عن والده. فقد ألف كتاب يعد من أهم الكتب العلمية عن تاريخ الأهرام وعنوانه ( نوار علوم الأجرام في الكشف عن أسرار الأهرام). وهو رسالة من 7 فصول ناقش فيها 25 نظرية لبناء الأهرام، ومتي تم بناؤها والوظائف المرتبطة ببنائها والذين زاروا الأهرام.
وهي دراسة عظيمة جدا استخدم في مصادره لهذه الدراسة مالا يقل عن 130 كتابًا. ونجد 30 كتابًا منها علي الأقل له عِلاقة قاصدًا بموضوع الدراسة. وهو ما ينفي شائعة أن المسلمين ليس لهم اهتمامات وأنهم يرفضون دراسة الحضارات القديمة بصفتها وثنية.
كما أعد كتاب (معرفة حال إشكال أشكال الحروف البرباوية)، و كتاب (أقلام المتقدمين) وكتاب (معرفة حال إشكال أشكال الحروف البرباوية)، هذا وقد أطلق الإدريسي مسمى القبطية الأولي على الخط القبطي، لما فيه من ارتباط وثيق باللغة المصرية القديمة، وقد تبعه في ذلك المسعودي.
ذو النون المصري الاخميمي
يعد ذو النون المصري من ابرز العلماء العرب (ولد في 179 هـ – الوفاة في 245 هـ)، ولد بأخميم وهي إحدى مدن محافظة سوهاج. لقد ذكر انه كان يجيد قراءة النصوص التي سجلت على جدران المعابد. ومن اهم ما ترك من مؤلفات كتابه “حل الرموز” و “برأ الارقام في كشف اصول اللغات والاقلام”. الذي تضمن دراسات للكثير من الخطوط القديمة من بينها الهيروغليفية. وقد ورد ببعض صفحات هذا العمل بعض العلامات الهيروغليفية مصحوبة بالقيمة الصوتية كما تصورها.
لقد عاش ذو النون المصري فتره كبيره من حياته، إما في أو بالقرب من المعابد المشهورة العريقة في أخميم. وهذه المدينة كانت عاصمه الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، وكان مشهور في العصر الروماني. وكانت أخميم مركزا رئيسًا لعبادة الاله مين، وهو اله الخصوبة وحامى الصحراء.
كان من المعروف أيضا إن أخميم خلال هذه المدّة كانت مركز لدراسة الكيمياء القديمة. وقد حافظت مدينه أخميم علي شهرتها في دراسة الكيمياء لفتره طويله خلال العصور الوسطى، وتعدّ المعابد المصرية مراكز للكيمياء.
العِلاقة بين ذو النون المصري ومدينه أخميم مثيره للاهتمام، كما يقال انه عاش هناك لتدريس علم الكيمياء في معابدها. وقال البكري أن ذو النون من أخميم كان قادرا علي فهم كافه العلوم، فهو كان بالتأكيد شخصيه رئيسه في علم الكيمياء.
وكان يعتقد علي نطاق واسع انه قد حصل على أسرار المعرفة والحكمة في مصر القديمة، وعرفنا ذلك من النقوش التي كانت موجوده في المعبد الذي عاش فيه.
يضيف الدكتور عكاشة الدالي أن العالم الصوفي المصري المشهور ذو النون المصري، هو الذي أسس علم الأحوال والمقامات في الصوفية. ومعروف عنه أنه كان يجيد الهيروغليفية المكتوبة علي الجدران بالمعابد، وهو نفسه قال ذلك في بعض قصائده.
وله كتاب من أندر الكتب العلمية يتحدث فيه عن حل مغاليق كتابات قديمة كثيرة جدا. ومنها المصرية الهيروغليفية ووصفها بدقة سواء الديموطيقية أو الهيراطيقية أو القبطية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلي دراسات في لغات أخري.
تقي الدين المقريزي
ابدى المقريزى اهتمامًا كبيرًا بالخط الهيروغليفي، وأورد ترجمة لبعض نصوص مصرية قديمة. كما تمكن من وصف الأثر الوارد عليه النص وصفا علميًا دقيق، لا يقل كثيرًا عن القواعد المتبعة حاليًا في نشر مثل هذه النصوص.
يروي عنه انه كام موجودًا خلال هدم بوابه أخرى في باب الريح و قال في ذلك:
وتم العثور علي تمثال لشخص وعندما وصلت هذه الأخبار لي ذهبت إلى الأمير المسئول عن الهدم. وهو الأمير جمال الدين يوسف الاستادار، وطلبت منه أن يحضره لي، فاخبرني انه شخص من الحجر، قصير، وله عين اكبر من الأخرى.
قلت له يجب أن أراه، ولذلك أمر الرجل المسؤول عن المبني أن يحضره عندما كنت معه في موقع البوابة. وبعد هدم المبني كله قال الرجل انه قد ألقي به في أحجار المبنى المكسورة، وأختلط مع باقي الأحجار ولم يستطع تمييزه. قال الرجل أنهم وجدوا دائرة بها كتابه وفي المنتصف شخص قصير له عين أصغر من الأخرى.
هذه الاقتباسات من المقريزي تظهر معرفته للعديد المسائل التي يأخذها في الاعتبار عالم الأثار الحالي. حيث يجب الاهتمام بأمور مثل المصدر، سياق الكشف، وصف الشيء، تقديم تفسير، افتراض أسباب ووظيفة وغرض الأثر المكتشف.
الميزة الأكثر أهميه في وصفه هي محاولته تسجيل الكلمات بدقة في كل سطر وتدوين الملاحظات.
أبو القاسم العراقي المصري
وهنا نصل إلى عالم الكيمياء العراقى “ابو القاسم العراقى المصري” صاحب كتاب “الأقاليم السبعة”. الذي تضمن نسخا لبعض النصوص المصرية القديمة، كما تضمن جدولا به الحروف الهيروغليفية والقيمة الصوتية لها في اللغة العربية.
لقد نجح أبو القاسم في تحديد القيمة الصوتية الصحيحة لستة حروف.
كان العرب يطلقون على الاحرف الهيروغليفية اسم “الحرف البرباوي”، والبرباوي مشتقة من كلمة “بربا” التي تعني “المعبد” في اللغة المصرية القديمة.
ذلك أن العرب شاهدوا هذه الحروف داخل المعابد المصرية القديمة للحروف البرباوية “الهيروغليفية”، وقد جاءت قراءته لبعضها صحيحة.
تناول الكتاب بعض الكتابات على المسلات واللوحات المصرية. ويحتوي الكتاب على جدول.
هذا و له كتاب آخر يسمى (حل الرموز و فك الأقلام)، وأما عن اهم أعماله فإنه قد قام بنسخ لوحة تعود لعصر الدولة الوسطى من عهد الملك إمنمحات الثاني.
عبد الله بن النديم
وفترة حياته كانت (1261 هـ / 1314 هـ) ويقال عنه انه رأى كتب لابن وحشية، هذه الكتب فيها حروف بخط اليد وهي تمثل كتابات قديمة و قد رآها وهي تنسخ بواسطة أبو الحسن ابن الكوفي. وقد جمعهم من مكتبة ابن الفرات، و قد أبدى النديم إعجابًا بهذه النسخة. ويعد هذا مؤشر لمدى شعبية أعمال ابن وحشية حتى في هذه المدّة التي كان فيها إين النديم، و قد أشار ابن النديم إلى نوعين من الكتابات:
- حروف القبط أو حروف الأبجدية.
- حروف العربية الجنوبية / الهيروغليفية.
وكانت فكرة ابن النديم أن هناك لغة واحدة كانت تستخدم لفك شفرات لغة أخرى، مثلما هو الحال عند دراسة اللغة المصرية القديمة. كان الاعتماد على لغة معروفة وهي اليونانية لمعرفة ما كتب من نصوص الهيروغليفية والديموطيقية في حجر رشيد.

جابر ابن حيان
يعد باحث من العرب قد أبدى اهتماما بالكتابات المصرية القديمة، وقد عاش إبن حيان بين منتصف القرن السابع إلى منتصف القرن الثامن. ينسب له كتاب (كتابات جابر إبن حيان) و (قلم جابر إبن حيان).
فضلًا عن إن ابن وحشية قد أشار لقراء أعماله الذين أرادوا أن يتوسعوا في مجال اللغة، أن يلجئوا إلى كتاب ابن حيان والذى يسمى (حل الرموز و مفاتيح الكنوز). هذا وقد زار ابن حيان مصر وتحدث عن زيارته لمعبد دندرة وللكريبت (السرداب الذي يقع تحت المعبد)، وانه قد تلقى العلم في دندرة وهو ما ذكره ابن وحشية.
أيوب ابن مَسلمة
بقد وصفه الإدريسي انه عالم مصري ذو ثقافة واسعة وعلى دراية بالكتابات المصرية القديمة. وانه قد ترجم نصوص مختلفة من نصوص الأهرام ونصوص آثار أخرى للخليفة المأمون، إبان زيارته لمصر 831م. ولا ندرى كيف ترجمها تحديدًا، و يقول الإدريسي انه شاهد كتاب لـ ابن مسلمة و قد أصابه التدمير الشديد واسمه هو (الطلاسم الكهنية)و قد احتوى بين طياته على العديد من التراجم لنصوص مصرية قديمة.